ضحية الحرية ..
الثلاثاء، 11 يناير 2011
وعدت إلى المنزل ,,
وصعد السلم سريعا بطبيعة الحال ,,
وأسرعت في الصعود ثم أسرعت ثم أبطأت فجأة .. !
لقد لفت نظري من عشقي له , إنه طائري المفضل , له جناحان ينطلق بهما في سماء الحرية ,,
كان رمادي اللون , تتخلل أجنحته ألوان الطيف الفاقعة , رغم حبي للون الأبيض والأسود في هذا النوع من الطيور ؛ إلا أنه كان جميل الشكل .. !
تردد , أآخدذه وأسلبه حريته , أم أدعه حرا طليقا .. ؟
بالطبع قررت ألا أسلبه حريته ,, وتركته .. !
واستأنفت صعودي رغم شوقي إليه ,,
وسرعان ماعدت مرة أخرى إليه , وأخذت أطارده بلطف علّه يهرب مني ,, لكنه لم يفعل ,,
أمسكت به وضممته إليّ , ووضعته عل كتفي , علّه يستطيع الانطلاق من على كتفي ؛ لكنه لم يفعل .. !
دخلت إلى البيت , وذهبت إلى البلكونة ووضعته على مشارفها , علّه ينظر إلى سماء الحرية فينطلق إليها , لكنه لم يفعل أيضا .. !
حينها تأكدت أنه مضاب بشئ ما , فجئته ببعض من الماء كي يروي عطشه إن كان عطشا ,, ووضعت الماء أمامه وذهب مترقبا ماذا سيفعل ,,
انتظرت قليلا , لكنه لم يطر , ولم يشرب ,,
حينها تذكرت نفسي عندما قدم إلّي أمين الشرطة كوبا من الشاي فشربت جزءا كي أطرد نعاسي , وتذكرت نفسي وأنا أنطلق في الشاورع هنا وهناك حرا طليقا ؛ فتركت كوب الشاي فيه جزءا منه , فعرض علي الأمين أن يصنع لي بدلا منه إن كان طعمه لم يعجبني ؛ فرفضت شاكرا إياه ,,
عدت بنظري إلى تلك الطائر المسكين الذي تذكر نفسه منطلقا في سماء الحرية ؛ فرفض شرب الماء ,,
حينها قررت أن أعطيه دفعة إلى السماء بيدي , وفعلت ذلك ,,
فأخذ يطير ويطير ويحلق من جديد ,,
لكن لم يظل كذلك طويلا , سرعان ماارتطم بأحد المباني وأخذ يتشبث به لايريد السقوط على الأرض ,,
لكنّه لم يستطع ؛ فسقط على الأرض .. !
وما إن سقط على الأرض , فإذا بالكلب يلتهمه ويهرب به إلى بعيد .. !
حينها دمعت عيناي حزنا عليه , وأدركت أخي أنني حزين من أجل هذا الطائر , فنحن شريكان في عشقه ,,
واستمرت دموعي تنزل قائلة :
للحرية ضحايا !

للحرية ضحايا ....
لأننا نطلبها في عالم بلا حرية ، فمن يعيش قلبه حرا يموت لانه محبوس في ذلك العالم
ولكن مهما كانت عواقب تلك الحرية سنظل أحرار ، وسنظل نحاول أن نطير