ضحية الحرية ..


وعدت إلى المنزل ,,

وصعد السلم سريعا بطبيعة الحال ,,

وأسرعت في الصعود ثم أسرعت ثم أبطأت فجأة .. !

لقد لفت نظري من عشقي له , إنه طائري المفضل , له جناحان ينطلق بهما في سماء الحرية ,,

كان رمادي اللون , تتخلل أجنحته ألوان الطيف الفاقعة , رغم حبي للون الأبيض والأسود في هذا النوع من الطيور ؛ إلا أنه كان جميل الشكل .. !

تردد , أآخدذه وأسلبه حريته , أم أدعه حرا طليقا .. ؟

بالطبع قررت ألا أسلبه حريته ,, وتركته .. !
واستأنفت صعودي رغم شوقي إليه ,,

وسرعان ماعدت مرة أخرى إليه , وأخذت أطارده بلطف علّه يهرب مني ,, لكنه لم يفعل ,, 

أمسكت به وضممته إليّ , ووضعته عل كتفي , علّه يستطيع الانطلاق من على كتفي ؛ لكنه لم يفعل .. !


http://www.arabiyet.com/photo/art/default/2600080-3666923.jpg?v=1294443567


دخلت إلى البيت , وذهبت إلى البلكونة ووضعته على مشارفها , علّه ينظر إلى سماء الحرية فينطلق إليها , لكنه لم يفعل أيضا .. !

حينها تأكدت أنه مضاب بشئ ما , فجئته ببعض من الماء كي يروي عطشه إن كان عطشا ,, ووضعت الماء أمامه وذهب مترقبا ماذا سيفعل ,,

انتظرت قليلا , لكنه لم يطر , ولم يشرب ,,

حينها تذكرت نفسي عندما قدم إلّي أمين الشرطة كوبا من الشاي فشربت جزءا كي أطرد نعاسي , وتذكرت نفسي وأنا أنطلق في الشاورع هنا وهناك حرا طليقا ؛ فتركت كوب الشاي فيه جزءا منه , فعرض علي الأمين أن يصنع لي بدلا منه إن كان طعمه لم يعجبني ؛ فرفضت شاكرا إياه ,,

عدت بنظري إلى تلك الطائر المسكين الذي تذكر نفسه منطلقا في سماء الحرية ؛ فرفض شرب الماء ,,

حينها قررت أن أعطيه دفعة إلى السماء بيدي , وفعلت ذلك ,,
فأخذ يطير ويطير ويحلق من جديد ,,

لكن لم يظل كذلك طويلا , سرعان ماارتطم بأحد المباني وأخذ يتشبث به لايريد السقوط على الأرض ,,

لكنّه لم يستطع ؛ فسقط على الأرض .. !

وما إن سقط على الأرض , فإذا بالكلب يلتهمه ويهرب به إلى بعيد .. !
 حينها دمعت عيناي حزنا عليه , وأدركت أخي أنني حزين من أجل هذا الطائر , فنحن شريكان في عشقه ,,

واستمرت دموعي تنزل قائلة :

للحرية ضحايا !

تعليق واحد على “ضحية الحرية ..”

  1. للحرية ضحايا ....
    لأننا نطلبها في عالم بلا حرية ، فمن يعيش قلبه حرا يموت لانه محبوس في ذلك العالم
    ولكن مهما كانت عواقب تلك الحرية سنظل أحرار ، وسنظل نحاول أن نطير

إرسال تعليق

ايه رايك ف الكلام ده؟؟

 
Bookmark and Share